المقال الذي كتبه سعادة السفير عبد الله بن ناصر الحميدي ونشرته الصحف الرومانية

قطر ... لؤلؤة الخليج العربي

عبد الله بن ناصر الحميدي

سفير دولة قطر في رومانيا

 

تحتفل دولة قطر في 18 من شهر ديسمبر من كل عام بذكرى العيد الوطني وهو تاريخ تولي المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس قطر الحديثة الحكم في البلاد وهي مناسبة لها دلالات ومعاني سامية وعميقة في ضمائر وقلوب جميع المواطنين، حيث اصبحت دولة قطر منارا حضاريا شامخا ونموذجا رياديا مشعا في جميع ميادين الحياة وعلى جميع الاصعدة لأنها وضعت المواطن في اولويات اهدافها وسياساتها وخططها التنموية وكان الانسان الهدف والغاية العظمى للتنمية والمحرك لها.

ان انجازات دولة قطر على الصعيد التنموي والعلمي والصحي والثقافي شهدت انعطافة تاريخية في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى "حفظه الله" بتبني رؤية استراتيجية شاملة للنهوض بعيد المدى هي (رؤية قطر 2030) التي تعتمد على استغلال مصادر الطاقة لبناء تنمية مستدامة بتنويع مصادر تكوين الناتج المحلي الاجمالي من خلال الاستثمار والزراعة والصناعة والسياحة في وقت تعد فيه بلادنا أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال بنسبة 30% من الانتاج العالمي.

واضافة الى كوننا الاول عربيا من حيث مستوى التعليم فإننا نتقدم جميع دول المنطقة من حيث الشفافية وقد خصص سمو امير البلاد المفدى جائزة سنوية للدول الاكثر عزما على مكافحة الفساد.

لقد اكدت سياسة قطر ومشاريعها في جميع الميادين كالتعليم والثقافة والصحة والرياضة والشباب والرعاية الاجتماعية للارتقاء بمستوى رفاهية المواطن والمقيم على اراضيها واحترام حقوقه وصون كرامته، كما جسدها البناء التشريعي المتمثل في الدستور الدائم للبلاد حيث ستشهد انتخابات لمجلس الشورى في شهر اكتوبر من العام 2021 تعبيرا عن احترامها لأسس الديمقراطية وحرية المواطن وحقوقه تجسيدا لما تؤمن به قيادتنا من قيم اجتماعية واخلاقية اصيلة تؤكدها الشريعة الاسلامية والتقاليد العريقة للمجتمع القطري حيث انشأنا العديد من المؤسسات الحقوقية ولدينا اعلام حر رائد اصبح مشعا لنشر قيم الديمقراطية وحرية التعبير في العالم العربي.

لقد سجلت بلادنا اعلى معدلات التنمية على قائمة الدول العربية والمرتبة 27 عالميا في ترتيب مؤشرات السلام العالمي 2020 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في استراليا، وحسب مؤشر الدول الاكثر امانا وسلاما مجتمعيا. صنف التقرير دولة قطر في المرتبة الاولى عربيا و16 عالميا بين 163 دولة وهو ما يجعل قطر واحدة من ضمن العشرين دولة الاكثر امانا في العالم.

كما تصدرت قطر مؤشر مشاركة المرأة في القوى العاملة بنسبة 58.3% وفقا لأحدث دراسة صدرت عن صندوق النقد العربي كما احتلت قطر المرتبة 31 على الصعيد العالمي بين 186 دولة شملها مؤشر الحرية الاقتصادية بما يعزز من مناخ الاستثمار.

فقد اصبحت قطر علامة بارزة في نشاط الاستثمار الخارجي الذي شمل اغلب قارات العالم من خلال جهاز قطر للاستثمار الذي بلغت حجم اصوله 328 مليار دولار ويعد عاشر أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم.

ان من ثمرة هذا التطور الذي تحقق في بلادنا هو استضافتها لكاس العالم لكرة القدم عام 2022 وسط اهتمام دولي بإقامته في الشتاء وهو اعتراف برفع سقف التحدي من قبلنا.

لقد لعبت الدبلوماسية القطرية دور الوساطة في حل الكثير من النزاعات والخلافات على المستوى الاقليمي والدولي بما يساهم في تعزيز السلام والامن. فالسلام في نظر الدبلوماسية القطرية ليس اطفاء نار العنف فقط وانما تحقيق العدل والتعاون والاندماج السياسي والاقتصادي ورفض الظلم والاقصاء وهو ما شكل ركيزة هامة في تعاملنا مع ملف الحصار الذي فرض على بلادنا منذ يونيو 2017 الا انه شكل عاملا لاستنهاض قدراتنا لصياغة استراتيجية الاعتماد على الذات، والتمسك بالدبلوماسية الوقائية، في ذات الوقت الذي تمسكنا به بثوابت سياستنا الخارجية وبخيار الحوار والمصارحة لحل الخلافات بين الاشقاء والاستجابة للوساطة الكويتية المباركة، وتأكيد وحدة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مواجهة التحديات وخدمة شعوبنا ومصالحها.

بهذه المناسبة نؤكد اعتزازنا بمرور 27 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية مع رومانيا الصديقة متطلعين لمزيد من التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي الذي لا زال دون طموح البلدين. كما نشيد بالتعاون بين البلدين في مكافحة جائحة كورونا وتبادل الخبرات والمعلومات وما قدمناه من مساعدة طبية الى رومانيا.

لقد انجزنا الكثير وواجهنا تحديات عواصف واعاصير وصراعات شهدتها منطقة الخليج العربي والعالم العربي على مدى عقود، وأعلنا مرارا اننا متمسكون بخيار الحوار والسلام والتعايش بين جميع الشعوب ودول المنطقة والعالم ونتطلع لمستقبل أكثر اشراقا في ظل قيادتنا الحكيمة ممثلة بحضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى حفظه الله واصالة شعبي القطري.